للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنتم أيها الزاعمون ببنوة الله، وحبه لكم تذنبون، وتقعون في الخطايا التي تستوجب العذاب، وكأن هذه الإضافة تشير إلى شدة التصاق الذنوب بهم، وإلى أنها ذنوب عليها طابعهم: ((ذنوبكم)) .

ثانيهما: لقد زعمتم أيها اليهود أن النار تمسكم أياما معدودات، وزعمتم فيما يروى الرواة أنها الأربعون التي عبدتم فيها العجل، فإذا كنتم أبناء الله وأحباءه فلم يعذبكم؟ إن الأب لا يعذب ابنه، والحبيب لا يؤاخذ حبيبه على ما يقع فيه من أخطاء، حتى في هذه الدعوى التي أشرت إليها يردّ عليهم القرآن ردا موجز مفحما: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة: الآية ٨٠) .

لم يتخذوا عند الله عهدا، وهم يعلمون ذلك، ولو أنهم اتخذوا هذا العهد لفازوا، فإن الله لا يخلف عهده، هم متأكدون بأنه لا عهد بينهم وبين الله، ومتأكدون كذلك أنهم يقولون ما لا يعلمون، فأيّ حجة ملزمة أقوى وأحسم من هذه الحجة؟.

ومزاعم اليهود والنصارى كثيرة ومتشعبة، وردود القرآن على مزاعمهم دامغة.

- ومما يضاف للمزاعم السابقة زعمهم بأن أحدا غيرهم لن يدخل الجنة: {هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة: الآية ١١١) .