وفي مثل هذه الخلال الجميلة، والخصال الحميدة، يكون الاقتداء ويطلب الائتساء.
شجاعته وبطولته:
إن شجاعة علي وبطولته سارا بين الناس مسار الأمثال فما ذكرت الشجاعة ولا البطولة إلا وذكر علي بن أبي طالب معهما. إن أول فدائي في الإسلام كان علي بن أبي طالب وذلك أنه لما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الهجرة بعد قرار قريش القاضي بقتله صلى الله عليه وسلم على أيدي جماعة من شباب القبائل القريشية ليتوزع دمه بين القبائل فلا يقدر بنو هاشم على طلبه, تركه على فراشه وخرج صلى الله عليه وسلم وظل المشركون بباب المنزل ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا بالذي يخرج علي بن أبي طالب فسقط في أيديهم، ونجا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم. وضرب بذلك علي أعلى مثل في الفدائية والتضحية.
والشواهد على شجاعة علي وبطولته كثيرة فلنكتف منها بذكر ما يلي:
ا- اضطلاعه رضي الله عنه يوم بدر بحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومبارزته الوليد بن عتبة وقتله إياه على الفور فلم يمهله، وعلي يومئذ ابن عشرين سنة.
٣- تقليد رسول الله صلى الله عليه وسلم له الراية يوم خيبر، وما أظهر رضي الله عنه من بطولات خارقة في غزوة خيبر، وحسبه أن كان فتح خيبر على يديه رضي الله عنه.
٣- ثباته مع رسوله الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ويوم حنين وبلاؤه البلاء الحسن في هاتين الوقعتين العظيمتين.
٤- شهوده كل غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث لم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط اللهم إلا ما كان من غزوة تبوك حيث خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة على أهله. ولما قال علي رضي الله عنه: تخلفني يا رسول الله مع النساء والصبيان؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ... ".