٥- عدم تخلفه عن الجهاد مع الراشدين قبله أبي بكر وعمر وعثمان، ومواقفه الشهيرة في كل الحروب التي خاضها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى أن توفي رضي الله عنه وأرضاه.
وموجز القول أن عليا رضي الله عنه كان مثالا عاليا في الشجاعة والبطولة وأنه أسوة صالحة في هذا الباب لمن أراد الائتساء به رضي الله عنه في شجاعته وبطولاته..
عدله وسياسته:
إن خلافة علي رضي الله عنه كانت أربع سنوات وتسعة أشهر فقط، ومع ما صاحبها من فتن داخل الجماعة الإِسلامية وأشهرها وقعة الجمل وصفين، وقتال الخوارج بالنهروان، فإنها كانت خلافة راشدة أتم الله بها العصر الذهبي في تاريخ أمة الإسلام، وقد روي في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا عضوضا".
لقد ساس عليُّ الأمة الإسلامية بالعدل والرحمة، وأخذها بالعلم، والحكمة، ومن مظاهر عدله في الأمة أنه كان لا يحبس مالا في بيت المال بل يوزعه كله حتى أنه كان يكنس بيت المال بيده ويصلي فيه، رجاء أن يشهد له أنه لم يحبس فيه المال عن المسلمين.
ذكر الطبري في تاريخه ج ٦ ص ٩٠ عن أبي رافع خازن بيت المال في عهد علي قال: دخل علي يوما وقد زينت ابنته فرأى عليها لؤلؤة من بيت المال كان قد عرفها. فقال: من أين لها هذه؟ لله علي أن أقطع يدها، فلما رأيت جده في ذلك قلت: أنا يا أمير المؤمنين زينت بها ابنة أخي، ومن أين كانت تقدر عليها لو لم أعطها؟ فسكت.