للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت هذه الآيات الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة الآيات: ٢٧٨- ٢٨٠) . هي محور المحاضرة.

واستغرقت هذه المحاضرة ساعتين تقريبا وكان المترجم الأخ عبد الله با هرمز وكانت أصوات الطيور الكثيرة المختلفة تتخلل المحاضرة.

ذهبنا بعد ذلك لتناول طعام الإفطار الذي كان مشبعا بالفلافل, قال الأخ عبد الله با هرمز: هذا الطعام حار؟ قلت: لا حاجة إلى هذا السؤال فقد أصبحنا من أهل الفلفل على رغم أنوفنا ونخشى أن نعود إلى المدينة ونحن نحمل الدعوة إلى الإكثار من الفلفل في الطعام إقتداء بالباكستانيين والماليزيين- وكذلك الأندونيسيين كما ظهر لنا بعد ذلك- الذين ربما سمعوا المثل اليمني القديم: "من دخل بلادنا حمر" فحرفوه بلسان حالهم قائلين: "من دخل بلادنا فلفل"فقد فلفلنا. ثم خرجنا نجول في الأماكن القريبة نتمتع بتلك المناظر العجيبة لنرى ألوانا من الزهور وطبقات من الأعشاب والأشجار، ونسمع خرير النهر الجاري في وسط الغابة وأصواتا موسيقية مباحة من أنواع كثيرة من الطيور، والجبال تحيط بنا مختالة بتلك الملابس الخضراء الموشاة بأنواع الزهور وقد ارتفع فوق قممها السحاب المتنوع منه الأسود الداكن الذي يكاد يعصر منه المطر الغزير، ومنه الأبيض الذي يشبه زبد الحليب الذي ارتفع عند الزناد، والجو بذلك يشبه وقت طلوع الفجر ونحن في وقت الضحى والشمس قد ارتفعت في السماء.