وهناك الرأي الآخر الذي يدعو إلى دراسة (الإعجاز العلمي للقرآن) ، وأنصار هذا الرأي يدركون أهمية هذا الجانب الإعجازي للقرأن، ويعملون جاهدين على إظهاره للناس, وتدعيما للدعوة إلى الإسلام، بين محصّلي العلم الحديث، وتحديا متفوقا ضدّ (الأيديولوجيات) المادية.
ويقول أستاذنا الأستاذ الدكتور [٢] محمد أحمد الغمراوي (رحمه الله) : "هذا التدرج في إتمام المطابقة بين القرآن والفطرة أمر لا مفر منه في الواقع، ثم هو مطابقة لحكمة الله سبحانه وتعالى في جعل الإسلام آخر الأديان، وجعله للقرآن معجزة الدهر، أي معجزة خالدة متجددة، يتبين للناس منها على مر الدهور، ما لم يكن قد تبين، فيكون هذا التجدد في الإعجاز العلمي تجديد للرسالة الإسلامية، كأنما رسول الإسلام- صلوات الله وسلامه عليه- قائم في كل عصر يدعو الناس إلى دين الله ويريهم دليلا على صدقه آية جديدة من آيات تطابق ما بين الفطرة وبين القرآن"[٣](انتهى) .
وكان أستاذنا- رحمه الله- من أبرز علماء المسلمين المتخصصين في العلوم الكونية في العصر الحديث، الذين اهتموا بالإعجاز العلمي للقرآن، وقاموا بتفسير الآيات الكونية على ضوء المعارف العلمية الحديثة. وكتابه (الإسلام في عصر العلم) ومحاضراته بكلية أصول الدين وكتاباته بمجلة الأزهر الشريف، تعد من أمتع الدراسات لهذا الجانب من الإعجاز القرآني وبها كثير من التفسيرات القرآنية التي تتمشى مع المكتشفات العلمية الحديثة، ومن أئمة علماء المسلمين الذين كان لهم السبق في هذا النمط من التفسير: الزمخشري والفخر الرازي، من قدامى المفسرين، والإمام الشيخ محمد عبده من المحدثين.