لكن كيف يمكنك أن تكون داعية؟ أخي لا يمكن أن تكون داعيا حقا، إلا بعد أن تكون: مفسدا ومخربا قاطعا للصلة بينك وبين الشيطان كما يأمرنا تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً} فاطر آية٦. لتكون مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أمرنا الله تعالى بالاقتداء به في قوله:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} سورة الأحزاب٢١. ولا يكون الإنسان داعية إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو الصورة الكاملة للداعية، فكن ملتزما طريقه، فهو المثل الأعلى لما يجب أن يكون عليه الإنسان الكامل في كل موقع من مواقع الحياة. فاجعل نفسك مثالا وأنت زوج في البيت ومع الأبناء وفي ميدان العمل وبين الأهل والأصدقاء. كن صديقا وقريبا وصاحبا للناس جميعا لتملأ لهم أنفسهم ومشاعرهم بما تحمله إليهم من الخير الصادر من قلب طاهر. تعود مريضهم، وتساعد ضعيفهم، وتخفف همومهم، وتمنحهم العطف والمودة كما كان صلى الله عليه وسلم.
عليك أن تجعلهم يرون فيك ذلك العابد الحق الملتزم بدينه من غير رياء ولا تظاهر، فأنت الصادق في قوله وفعله البعيد عن كل ما ينتقص قيمة الرجل المسلم..
فالسلوك الشخصي أعظم شيء يدعو الناس إلى الخير، فالإنسان بطبيعته يتأثر بما يراه ويحسه أكثر من تأثره بما يدركه بسمعه.
فعلى الداعية أن يكون دعوة حقيقية تتحرك على وجه الأرض، وتعيش بين البشر تُرى وتُلمس في شخص الداعي وتصرفاته ومشاعره وأفكاره ومبادئه ومتجهه في الحياة وصلته بالناس. فبهذا يكون قدوة لغيره فيحبه الناس، ويسعى كل واحد منهم أن يكون مثله. إذ هكذا كان صلى الله عليه وسلم دعوة وتأثيرا وتوجيها ونورا وهدى وصراطا مستقيما.
فالدعوة إذن جهاد، ولا بد للمجاهد من أسلحة فما هي أسلحة الداعية؟