للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أول أسلحة الداعية هو العلم: فلا بد من العلم بما يدعو الناس إليه، فهو مقدم على العمل، لابد أن يعرف ما يقوم به وما يدعو إليه، ونحن لا نقول بضرورة كون الداعية عالما محيطا بكل شيء، أو عالما متبحرا. وفوق كل ذي علم عليم. ولاستحالة بلوغ نهاية العلم أرشدنا الله إلى طلب المزيد منه، فقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} (سورة طه١١٤) .

إذن لابد من العلم أولا لأن الله تعالى قال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ... } (الآية ١٩ سورة محمد) . فقدم العلم على العمل.

وينبغي أن يكون دقيقا في معرفة الحلال والحرام حتى لا يقع في الخلط والخبط. والقول على الله ورسوله بغير علم فيكون ضرره أكثر من نفعه.

ومنها الأخلاق الإسلامية التي بينها الله في القرآن الكريم وفصلها الرسول صلى الله عليه وسلم وانصبغ بها الصحابة رضي الله عنهم.

وأول هذه الأخلاق: الصدق..وقد قال ابن القيم حقيقة الصدق هو حصول الشيء وتمامه وكماله وقوته واجتماع أجزائه. أي كمال العزم وقوة الإرادة على السير إلى الله.

ومن ذلك صدق القول والعمل والقصد حتى يظهر أثر صدقه في وجهه وصوته، فإن ذلك يؤثر في المخاطب ويحمله على احترام كلامه.

ومنها الصبر قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} (الآية ٤٥ البقرة) . وذكر الصبر قد ورد وتكرر في الكتاب الكريم مما لا يحتاج إلى التنبيه عليه.