وأما الطائفة الثالثة في المدينة فكانت تتألف من اليهود الذين أثارت ضغائنهم وأحقادهم هجرة الرسول إليها، ورسوخ دعوته فيها، وذيوع أمرها في أنحاء جزيرة العرب، فتحزبوا ضد المسلمين وأصبحوا أشد الأحزاب خطرا على الدعوة الإسلامية، مع أنهم كانوا يستفتحون على المشركين إذا نشبت الحرب على الفريقين بنبي يبعث قد قرب زمانه، ولكن أعماهم حب الرياسة، فاستعظموا الأمر، ومما زاد خطرهم على الدعوة الإسلامية في المدينة أن كانت لهم بقريش علاقات تجارية وثيقة، كما كانت توجد منهم شعب في مختلف القبائل المعادية للإسلام، وكذلك كان يساعدهم على المخالفة للرسول صلى الله عليه وسلم ومحارة دعوته جماعة المنافقين من عرب المدينة.