للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا تراه الدهر إلا فدما

ذا شارب وظفر طويل

ينغص الزاد على الخليل

ومقلة مبيضة المآقي

وأذن كحقة الدباق

وجسد عليه جلد من وسخ

كأنه أشرب نفطا أو لطخ

تخال من تحت إبطه إذا عرق

لحية قاض قد نجا من الغرق

وريقه كمثل طوق من أدم

وليس من ترك السؤال يحتشم

في صدره من واكف وقاطر

كأثر الذرق على الكنادر

هذا، كذا، وما تركت أكثر

فجربوا ما قلته وفكروا [٧]

في ميدان السير والتاريخ:

لعل أهم عملين كبيرين في هذا المجال مزدوجتان: مزدوجة علي بن الجهم [٨] ومزدوجة عبد الله بن المعتز في السير والتاريخ..

أما ابن الجهم (١٨٨ –٢٤٩ هجري) فله مزدوجة تسمى ((المحبّرة)) شديدة الطول، تقع في ثلاثمائة وثمانية أبيات، ذكر فيها ابتداء الخلق والأنبياء والخلفاء إلى أيامه –أيام الخليفة المستعين العباسي ٢٤٨ هجري- وبدأ حديثه بحمد الله والصلاة على نبيه، ثم أخذ يجيب من يسأله عن بدء الخليقة:

الحمد لله المعيد المبدي

حمدا كثيرا، وهو أهل الحمد

ثم الصلاة أولا وآخرا

على النبي باطنا وظاهرا

يا سائلي عن ابتداء الخلق

مسألة القاصد قصد الحق

أخبرني قوم من الثقات

أولو علوم وأولو هيئات

تقدموا في طلب الآثار

وعرفوا حقائق الأخبار

وفهموا التوراة والإنجيلا

واحكموا التنزيل والتأويلا

أن الذي يفعل ما يشاء

ومن له العزة والبقاء

أنشأ خلق آدم إنشاء

وقد منه زوجه حواء

مبتدئا ذلك يوم الجمعة

حتى إذا أكمل منه صنعة

أسكنه وزوجه الجنانا

فكان من أمرهما ما كانا

وراح يتحدث عن إغراء إبليس آدم وزوجه، واستجابتهما له، وكيف أهبطا من الجنة إلى الأرض في جبل بالهند يسمى ((واسم)) ... واستمر يتحدث عن أبناء آدم وأحفاده، إلى أن جاء إلى نوح عليه السلام، فقال:

فأرسل الله إليهم نوحا

عبدا لمن أرسله نصوحا