لعل أهم عملين كبيرين في هذا المجال مزدوجتان: مزدوجة علي بن الجهم [٨] ومزدوجة عبد الله بن المعتز في السير والتاريخ..
أما ابن الجهم (١٨٨ –٢٤٩ هجري) فله مزدوجة تسمى ((المحبّرة)) شديدة الطول، تقع في ثلاثمائة وثمانية أبيات، ذكر فيها ابتداء الخلق والأنبياء والخلفاء إلى أيامه –أيام الخليفة المستعين العباسي ٢٤٨ هجري- وبدأ حديثه بحمد الله والصلاة على نبيه، ثم أخذ يجيب من يسأله عن بدء الخليقة:
الحمد لله المعيد المبدي
حمدا كثيرا، وهو أهل الحمد
ثم الصلاة أولا وآخرا
على النبي باطنا وظاهرا
يا سائلي عن ابتداء الخلق
مسألة القاصد قصد الحق
أخبرني قوم من الثقات
أولو علوم وأولو هيئات
تقدموا في طلب الآثار
وعرفوا حقائق الأخبار
وفهموا التوراة والإنجيلا
واحكموا التنزيل والتأويلا
أن الذي يفعل ما يشاء
ومن له العزة والبقاء
أنشأ خلق آدم إنشاء
وقد منه زوجه حواء
مبتدئا ذلك يوم الجمعة
حتى إذا أكمل منه صنعة
أسكنه وزوجه الجنانا
فكان من أمرهما ما كانا
وراح يتحدث عن إغراء إبليس آدم وزوجه، واستجابتهما له، وكيف أهبطا من الجنة إلى الأرض في جبل بالهند يسمى ((واسم)) ... واستمر يتحدث عن أبناء آدم وأحفاده، إلى أن جاء إلى نوح عليه السلام، فقال: