ولقد اتبع ابن أبي حاتم الاختصار في التراجم، فهو يذكر اسم الراوي واسم أبيه وينسبه ويكنيه غالبا، ويُعرِّف ببلده، يذكر بعض من روى عنهم، وبعض من رووا عنه ثم يعقب ذلك بالجرح أو التعديل إلا إذا كان الراوي غير مشهور فيذكر جميع من روى عنهم أو رووا عنه ليتحدد موقع الراوي فإذا لم يعرف حال الرجل سكت عليه ولم يبين حاله. وقد قال ذلك عن نفسه بصريح العبارة فاستمع إليه في قوله [٢٤] : "على أنا قد ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم، رجاء وجود الجرح والتعديل فيهم، فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله تعالى".
فهذه الفقرة من قول ابن أبي حاتم تشتمل على النقاط التالية:
١_أن في الكتاب أسماء رواة لم يتكلم عليهم بجرح أو تعديل.
٢_أنه كتب هذه الأسماء ليستوعب كل رواة الحديث.
٣_أنه يأمل أن يتعرف إلى الجرح أو التعديل في كل راو ممن سكت عنه.
٤_أنه إن عرف ذلك فسوف يلحقه بصاحبه. وهذا بين من قوله:"فنحن ملحقوها _أي ألفاظ الجرح والتعديل_ بهم أي الرواة المسكوت عنهم_ من بعد ... "
وهذا يدلنا أيضا على أن ابن أبي حاتم قد ذكر أناسا في كتابه لا يعرف حالهم فسكت عنهم آملا أن يتعرف عليهم فيما بعد. ولكن لبى نداء ربه قبل أن يصل فيهم إلى شيء.
وللشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله_ كلمة طيبة في هذا المقام يحسن الرجوع إليها [٢٥] وسأذكرها في مكانها من هذا البحث إن شاء الله تعالى.
٣_كتاب الثقات لابن حبان [٢٦]
لقد حدد ابن حبان في مقدمة [٢٧] كتابه منهجه في الرجال فقال: