وقال أفلاطون: الذباب أحرص الأشياء حتى إنه يلقى نفسه في كل شيء ولو كان فيه هلاكه، ويتولد من العفونة، ولا جفن للذبابة لصغر حدقتها والجفن يصقل الحدقة، فالذبابة تصقل بيديها، فلا تزال تمسك عينيها، ومن عجيب أمره أن رجيعه إذا وقع على الثوب الأسود ابيضّ وبالعكس، وهو من أكثر الطيور سفادا [٩] ربما بقي عامة اليوم على الأنثى.
ويحكى أن بعض الخلفاء سأل الشافعي: لأي شيء خلق الذباب؟ قال مذلة للملوك وكانت ألحت عليه ذبابة، فقال الشافعي: سألني ولم يكن عندي جواب فاستنبطته من الهيئة الحاصلة [١٠] .
وقال أبو محمد المالقي: ذباب الناس يتولد من الزبل، وإن أخذ الذباب الكبير فقطعت رأسها وحك بجسدها الشعرة التي في الجفن حكا شديدا أبرأته وكذا داء الثعلب، وإن مسح لسعة الزنبور بالذباب سكن الوجع.
قوله صلى الله عليه وسلم:"في شراب أحدكم" رواه البخاري في كتاب بدء الخلق بهذا اللفظ وذكره في كتاب الطب " ... في إناء أحدكم" ووقع في حديث أبي سعيد عند النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان "إذا وقع في الطعام" والتعبير بالإناء أشمل كذا وقع في حديث أنس عند البزار [١١] .
قال صاحب العمدة في ذكر رواية "في شراب أحدكم" هو شامل لكل مائع وعند ابن ماجه من حديث أبي سعيد "فإذا وقع في الطعام" وعند أبي داود من حديث أبي هريرة "فإذا وقع في إناء أحدكم" والإناء يكون فيه كل شيء من مأكول ومشروب [١٢] . قال ابن حجر:
قوله صلى الله عليه وسلم:"فليغمسه" وفي رواية "فامقلوه" قال ابن حجر: هذا أمر إرشاد لمقابلة الداء بالدواء وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "كله" رفع توهم المجاز في الاكتفاء بغمس بعضه وكذا ذكره صاحب عمدة القاري.
قوله صلى الله عليه وسلم:"ثم ليطرحه" في رواية سليمان بن بلال "ثم لينزعه" وقد وقع في رواية عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة أنه حدثه قال: