للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخير تفسير للدواء هو ما هو ما ورد في حديث أبي سعيد الخدري _ رضي الله عنه_ عند ابن ماجه مرفوعا "فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء" فالداء هو السم، وهو الجراثيم التي يحملها الذباب في أطراف أرجله وخرطومه وهي جراثيم الأمراض كالتيفوئيد والكوليرا والديزنتاريا كما هو معروف لدى الأطباء اليوم [١٣] .

قوله صلى الله عليه وسلم: "وفي الآخر شفاء" في رواية "والأخرى شفاء" وفي رواية "فإن في أحد جناحيه داء، والآخر دواء" والدواء هو سبب الشفاء بإذن الله تعالى.

قال ابن حجر: في رواية أبي ذر "وفي الأخرى" وفي نسخة "والأخرى" بحذف حرف الجر وكذا وقع في رواية سليمان بن بلال "في إحدى جناحيه داء والآخر شفاء". واستدل به لمن يجيز العطف على معمولي عاملين كالأخفش، وعلى هذا فيقرأ بخفض الآخر وبنصب شفاء وعطف الآخر على الأحد وعطف شفاء على داء وسيبويه لا يجيز ذلك ويقول: إن حرف الجر حذف وبقى العمل وقد وقع صريحا في الرواية الأخرى "وفي الأخرى شفاء" ويجوز رفع شفاء على الاستئناف.

وفي هذا الحديث مسألتان: المسألة الأولى فقهية، والمسألة الثانية طبية ولعل في بحثنا هذا ما فيه الرد على بعض المستغربين من أبناء المسلمين حيال هذا الحديث الذي هو من أعلام النبوة [١٤] .

المسألة الأولى:

استدل بهذا الحديث على أن الماء لا ينجس بوقوع ما لا نفس له سائلة فيه، ووجه الاستدلال كما قال البيهقي عن الشافعي: إنه صلى الله عليه وسلم لا يأمر بغمس ما ينجس الماء إذا مات فيه لأن ذلك إفساد.