للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو محمد الماقلي: "إن أخذ الذباب الكبير فقطعت رأسها وحك بجسدها الشعرة التي في الجفن حكا شديدا أبرأته وكذا داء الثعلب، وإن مسح لسعة الزنبور بالذباب سكن الوجع [١٧] ". هذا بعض ما قاله علماء المسلمين القدامى، علما بأنه لا يوجد عندهم أجهزة حديثة للاستكشاف، وإنما هو التصديق والتجربة والمشاهدة.

وأما الاكتشافات الحديثة، فقد ذكر مجدي كيرلس جرجي في مقاله ((الحشرات المظلومة)) . وهناك حشرات ذات منافع طبية ففي الحرب العالمية الأولى، لاحظ الأطباء أن الجنود ذوي الجروح العميقة، الذين تركوا بالميدان لمدة ما، حتى ينقلوا إلى المستشفى، قد شفيت جروحهم والتأمت بسرعة عجيبة، وفي مدة أقل من تلك التي استلزمتها جروح من نقلوا إلى المستشفى مباشرة، وقد وجد الأطباء أن جروح الجنود الذين تركوا بالميدان تحتوي على يرقات بعض أنواع الذباب الأزرق، وقد وجد أن هذه اليرقات تأكل النسيج المتقيح في الجرح، وتقتل البكتيريا المتسببة في القيح والصديد، وقد استخرجت مادة ((الألانثوين)) من اليرقات السالفة الذكر، واستخدمت كمرهم رخيص ملطف للخراريج، والقروح، والحروق، والأورام أخيرا عرف التركيب الكيميائي لمادة ((الألانثوين)) وحضرت صناعيا وهي الآن بمخازن الأدوية، والكاتب كما هو ظاهر من اسمه ليس مسلما [١٨] .

وأما الاكتشافات العلمية الجديدة: فنجد أن الدكتورين: محمود كمال ومحمد عبد المنعم حسين [١٩] يقولان:

_تمسك بعض الأطباء بالناحية الصحية وكذّبوا الحديث، وكنا نود أن يُفهم الحديث على أسس ثلاثة:

١_ عدم التعرض لصحة الحديث. فهذا من اختصاص فقهاء الحديث والعلماء، الذين درسوا العلم والحديث، وكيف يستبعدون الأحاديث الموضوعة والمكذوبة.

٢_ محاولة البحث العلمي، بافتراض صحة الحديث. للوصول إلى حقائق أنبأنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} .