بعد ثلاث سنوات من الحملة العثمانية لفرض الحماية الإسلامية على مملكة المجر جاءت رسالة إلى سليمان من يانوش ملك المجر يقول فيها بأن أرشيدوق النمسا فرديناند يستعد لأخذ المجر منه بعد أن قام الكثير من أمراء المجر بتأييده ملكا على المجر بدلا من يانوش، واستولى فرديناند بالفعل على مدينة بودين من الملك المجري التابع للعثمانيين.
وفى مايو من عام ١٥٢٩ م تحركت الجيوش العثمانية من استانبول إلى المجر واستعاد سليمان القانوني مدينة بودين مرة أخرى وفي احتفال مهيب توّج القانوني جون زابوليا ملكا على المجر.
ورغم حماس كل من فرديناند وشرلكان ورغم توقع أن يتحركا للحصول على بودين من العثمانيين وإنزال ضربة بالقوات العثمانية، إلاّ أن شيئا من هذا لم يحدث فقد استولى عليهما الرعب والخوف من سليمان.
أصر السلطان سليمان القانوني على محاربة فرديناند، فحاصرت القوات العثمانية في سبتمبر ١٥٢٩ م مدينة فيينا عاصمة النمسا، واشترك في الحصار مائة وعشرون ألفا جندي وثلاثمائة مدفع، وقبل الحصار خرج ملك النمسا من عاصمته وانسحب بعيدا عنها، وقامت معارك كبيرة في أمام أسوار فيينا لكن الجيش العثماني لم يتمكن من فتحها، إذ جاء الشتاء وبدأت المواد الغذائية تنقص، وأثناء حصار فيينا أرسل العثمانيون قوات (المغيرين) وهي وحدات خاصة في الجيش العثماني، إلى داخل ألمانيا حيث شنوا الغارات وأخذوا الغنائم وأسروا الكثير وعادت القوات العثمانية جميعا دون التمكن من فتح فيينا.
وبعد ثلاث سنوات من بداية الحملة على المجر وحصار فيينا، بدأ السلطان سليمان القانوني القيام بحرب ألمانيا (١٥٣٢ م) .