إن ذلك جميعه قليل من كثير أنجز على يد خالد-رحمه الله- ولو أردنا أن نستقصي أثاره الخيرة على مدى السبع السنوات التي قضاها ملكا لهذه المملكة لملأ مجلدات، إنه لسجل حافل بالخير لا تزال أثاره ماثلة بين أيدينا نقطف من جناها ثماراً شهية طيبة.
هذا فضلاً عن جوانب الإصلاح الشاملة الداخلية لشتى ربوع المملكة التي طورت شعبها، ورقت به إلى مصاف الأمم المتقدمة الناهضة بما استخدم من أحدث الوسائل العلمية التي بلغتها أمم العالم الراقية.
ولئن كانت نهايته -رحمه الله رحمة واسعة- قد حلت على مشارف حلول شهر رمضان الكريم، فإن ذلك لمن جميل البشرى إن شاء الله- أن اختاره الله تعالى إلى جواره في أيام مباركات طيبات.
وفي نفس هذه الأيام التي لها قدرها عند الله تعالى، تسلم اللواء، وحمل الراية، وتولى زمام الأمور، رجل طالما تحمل الأعباء الرسمية خلال عهد أخيه الراحل، فكان ساعده الأيمن، والمسئول الأولى بعده، يبذل من جهده، ووقته، وفكره، ما أهَّله لأن يخلف ذلك الراحل الكريم في بداية شهر رمضان الكريم، فكانت تلك هي البشرى الثانية إن شاء الله.
ولئن حزنت قلوبنا، وملأ جوانبها الأسى بفقد خالدنا الحبيب، فقد سعدت واستبشرت بتولي الفهد الأمين عرش البلاد، يؤازره في مهامه، ويشد عضده ولي عهده الوفي، وباقي الرجالات الذين يقومون معه يحملون العبء، وينهضون بالتبعة.
ومن ثم كانت هذه الكلمات الموجزات منا تعزيةً في الراحل الكريم، سائلين الله تعالى أن يغفر له وأن يجزل له المثوبة، ويثقل ميزان حسناته بما قدم لأمته وللمسلمين من خير، وأن يرفع درجاته في جنات النعيم.