ويا سيادة الرئيس.. لعلكم لم تنسوا بعد جريمة أميركة التاريخية في اقتلاع ملايين العرب من الأرض التي جبل ترابها من أشلاء آبائهم وأجدادهم، منذ عهود العرب الكنعانيين قبل آلاف السنينِ لتزرعوا مكانهم عصائب الشذاذ، الذين ضاقت بمفاسدهم أكناف الأرض، ثم مازلتم بهذه العصائب تسميناً وتعزيزاً وإغْراء حتى جعلتم منها غابة من الضواري، لا يشبع نهمها شيء مثل البغي والعدوان على حقوق الإنسان.. فقل لي بالله كيف غابت عن أميركة يومئذ فكرة الإنسانية..؟ فوقفت بجانب الغاصبين، ولم تكتف حتى نصبت منهم دولة تهدد الأمن وتروع الآمنين.. ثم مضت تستغل كل مناسبة لتضخيمها بآلاف الملايين ولتسليحها بأحدث ما اكتشفه الفكر الإبليسي من وسائل التدمير والتتبير والتمكين حتى هذه الصرخات الجديدة التي تواجهون بها العالم في المؤتمرات الدولية والمناسبات القومية حول (حقوق الإنسان) لا تكاد تُسمع إلا حين يكون الأمر متعلقا باليهود، فأنتم من أجلهم تساومون روسية حتى على الحنطة وتحديد الأسلحة، فلا تجيبون لها مطلباً إلا بمقدار ما تفتح لهم من أبواب الهجرة لتكثير سواد القتلة في فلسطين السليبة.
ثم هاأنتم هؤلاء تشهدون اليوم عدوان صنيعتكم هذه على بقية أهلها بالقتل والتشريد، واجتياح المقدسات، واغتصاب الأرض لإِقامة المستوطنات المنذرة بزواله الجنس العربي من فلسطين.. حتى إذا تحرك الضمير البشري باستنكار هاتيك الجرائم في مجلس الأمن لجأتم إلى قذائف النقض- الفيتو- فأبطلتم مفعول الإستنكار دون أن تأخذكم هزة الحياء، إذ تقفون وحدكم إلى جانب المعتدين بوجه العالم كله.. وقد نسيتم شعاراتكم التي تتبجحون بها في كل مناسبة تستدعي الكلام عن حقوق الإنسان.
وها هي ذي بورمة البوذية الشيوعية تجتاح ديار المسلمين، وتفتك بجموعهم لتقذف ببقاياهم إلى بنغلادش المختنقة بسكانها ...