وغير بعيد من بورمة مذابح المسلمين في جزر الفيلبين، حيث تغتال العصبية الصليبية حشودهم في بيوت الله، وتجليهم عن منازلهم وأراضيهم، دون ذنب سوى تشبثهم بهويتهم الإسلامية ...
ولطالما لقي إخوانهم مسلمو الهند من أمثال تلك المجازر بأيدي عتاة الهندوس، حيث تحرق المئات من قراهم، ويباد الألوف من أبريائهم حتى الأطفال والنساء ...
وما أحسبك بناس بعد مذابح الأوغادين، التي دفعتم بها لقمة سائغة لدبابات منغستو تسحق العزل من سكانها المسلمين، فتطمس معالم الديار، وتمزق أشلاء الكبار والصغارِ إلى جانب مذابحه الأخرى في ربوع الأرتيرية حيث تزحف قوى الشيوعية الدولية لتدمر فيها بقايا الحياة..
وكل ذلك على مرأى ومسمع من أهل الأرض.. ومع ذلك لا يذكر أحد أن رئيساً أو كبيراً في أميركة رفع صوتاً أو أطلق كلمة في الإحتجاج على الظالمين أو الإنتصار للمظلومين ...
فأين كانت رحمة أميركة بالإنسان؟.. أم أن هؤلاء وأولئك من غير الجنس الذي تطلقون عليه اسم الإنسان؟!..
وهل أنا بحاجة إلى تذكيركم يا سيادة الرئيس بذلك البلد العربي العريق، الذي صبت عليه صواعق المهلكات من الجو والبر فأحالته مقبرة كبيرة ينطوي تحت أنقاضه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال.. وذلك على مسمع من الدنيا كلها، وعلى مشهد من أجهزتكم الفضائية، التي بلغت من الدقة (أن تصور كرة لا يتجاوز قطرها أربعة سنتيمترات عن ارتفاع ستة عشر ألف متر) ومع ذلك لم تجدوا في هذه المأساة العالمية ما يستحق منكم كلمة إشفاق، أنتم الذين أقمتم الدنيا ولم تقعدوها انتصاراً للكلبة (لايكا) أن تنتهك الحكومة السوفياتية حقوقها بإرسالها إلى الفضاء في تجربة علمية!..
أفكانت دماء آلاف المسلمين أرخص في معياركم (البراغمي) من إنزعاج كلبة؟.. أم هو المنطق الخاص الذي يسقط من حقوق الإنسان كل آدمي ينتمي إلى عالم الإسلام!!..