الحق يا سيادة الرئيس أني عاجز عن ملاحقة مواقفكم المتضاربة في هذا الموضوع، الذي أطلتم وأطنبتم في الحديث عنه، لتوهموا العالم أن أميركة هي الحامية لكرامة الإنسان دون منازع.. في حين تكشف الصحف الأميركية عن ضروب المؤامرات الأميركية على حقوق الشعوب، سواء عن طريق الرشاوي التي تشترى بها الحكام، أو عن طريق المخابرات المركزية التي تقف وراء كل انقلاب يراد به فرض العملاء البغاة على الشعوب التي تتطلع إلى الحرية والحياة.. وماذا أقول يا سيادة الرئيس عن (المعونات) التي (تتبرعون) بها سنوياً لغوث البلاد المتخلفة بعد أن أعلنت مراكز القوى في أمريكة أنها ليست سوى (طعوم) لاصطياد المحتاجين، فليس لمعارض سياستكم الدولية واليهودية حظ في أي شيء منها.
لقد ظل هدف هذه (المعونات) سراً مستوراً حتى كشفه الكونغرس الذي قرر أن ليس لحكومة أي نصيب فيها إن لم تدفع ثمنها من كرامتها وحقوق رعاياها، وهكذا اتضح لكل ذي عينين أن معونتكم ليست سوى وسيلة لإخضاع الدول التي قضي عليها أن تكون في صفوف المتخلفين..
وما أظنكم تنسون موقف مندوب (تاهيتي) في هيئة الأمم عام/ ١٩٤٨/ يوم حشدتم العملاء لتقرير التقسيم الظالم فأبى عليه ضميره أن يشارك حكومة (ترومان) في هذه الجريمة، وأعلن موقفه بجانب الحق العربي إلا أن عاتق (تاهيتي) الضعيف لم يستطع الصمود أمام الضغط الأميركي أو الإغراء الأميركي، فأصدرت أمرها إلى مندوبها بوجوب التصويت لصالح الغاصبين، فلم يسعه إلا الخضوع، وأدلى بصوته في طاعة أميركة وهو يعلن احتجاجه عليها بدموعه النبيلة..
يا سيادة الرئيس: من حقك أن ترد على هذه التساؤلات بحجة أنك لم تشارك عملياً في معظم هذه الجرائم، لأن أكثرها إما سابق على عهدك، أو مفروض عليك بقوة الإستمرار، ولكن ما تعليلك لموقفك الراهن من موضوع القنبلة النيوترونية، التي يعتبر تبنيك لها من ثمار رئاستك وحدها في هذه الأيام.. ..؟.