لقد أعلنت دوائركم في مختلف المناسبات أن قنبلتكم هذه فاقت كل ما تقدمها من أدوات الفتك.. وأن أبرز مميزاتها كونها تقتل الأحياء وحدهم دون أن تمس الأبنية بأي سوء..
فأي قيمة بعد هذا لكل ادعاء يريد أن يوهم الأغبياء بأنكم تقيمون أي وزن للإنسان!. إنها لمعادلة تفوق كل عجائب العقلية (البراغماتيزمية) إذ تجعل الحجر أحق بالرحمة من البشرية!. ولعمر الحق.. لقد بات أفضل من ادعائكم الإنتصار لحقوق الإنسان أن ترفعوا شعاراً جديداً آخر أليق بعصر النيوترون، هو (المادة أولاً وآخراً) .. وألاَّ حق في البقاء لإنسان إلا إذا كان من اليهود أو الأميركان!
يا سيادة الرئيس، لقد أفسدت المكيافيلية الغربية عقلية البشر حتى استساغت تسمية الأشياء بأضدادها، وحتى بات مثل هذا النقاش الذي أواجهك به من غرائب الوقائع في مقاييسها الزائغة، ولكن استغرابك قمين بأن يزول عندما تعلم أنني أناقشك بمنطق الإسلام الذي استعصى على مكيافيلية الغرب وشيوعية الشرق جميعاً، فبضوئه نرى، وبمعايره نحكم، وبذلك نرتفع على التضليل الذي يفرض نفسه اليوم على معظم البشر، فنقرر أنكم ومن ورائكم من ورثاء الميكيافيلية والماركسية إنما تهزءون بعقول الناس حين تنسبون إلى أنفسكم وأممكم فضيلة الإيمان بكرامة الإنسان، ذلك لأننا نحن المسلمين الأمة الوحيدة التي جعلت ولا تزال تحمل للبشرية دعوة السماء إلى احترام الإنسان انطلاقاً من إيماننا الراسخ بقول خالق الإنسان:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}