للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنه لمن دواعي السرور أن نلتقي عاماً بعد عام على رحاب هذه الأرض المباركة التي كانت همزة الوصل بين الأرض والسماء.. حيث مشرق شمس الإسلام على يدي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله رحمة للعالمين وفي هذا اللقاء تعودنا أن نستعرض ونناقش على هدى من عقيدتنا أحوالنا كأمة لها رسالتها في الحياة ومسؤوليتها في تصحيح مسار الإنسانية ونقلب النظر في واقع الحال، ونرسم طريق المستقبل مستلهمين ومسترشدين بمعطيات عقيدتنا السمحة لنكون الأمة الجديرة بقوله تبارك وتعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} .

أيها الأخوة..

إن أمتنا الإسلامية تعيش حاضرها اليوم في ظل البعد عن ساحة الإسلام إلا من رحم الله.. فكان أن اشتد عليها البلاء وتغلب عليها الخصم وتكاثرت عليها الأمم..

ولأن الأمة الإسلامية لم تغلب لضعف في عددها وعدتها بل لأنها باعدت بينها وبين عقيدتها ولم تتمسك بما صلح به أولها. وقال تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ونصرنا لله يكمن في تمسكنا بما جاءنا من عنده تبارك وتعالى قولاً وعملا..

إن الانتكاسة التي يعاني منها المسلمون اليوم في غالبيتهم العظمى مردها ومرجعها إلى الانحسار الخطير الذي أصاب القيم الروحية التي هي وقود وزاد رحلة الحياة للنفس المسلمة ومصدر القوة الحقيقي للإنسان المسلم الذي أصبح الآن أكثر الإسلام اليوم من تحديات شرسة من جانب أَعدائها الذين يعملون باستمرارية وإصرار على انتزاع الأمة الإسلامية من أحضان عقيدتها لأن الخصوم يدركون أن لا قوة للمسلمين إلا بتمسكهم بمعطيات هذه العقيدة وهذا هو مصدر الخطر الذي يتهدد اليوم ديار الإسلام ويحيط بأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا حول ولا قوة إلا بالله..

الأفكار الهدامة

إخواني ضيوف الرحمن: