إن من دواعي الألم والحسرة التي تعتصر قلب كل مسلم أن يوجد في صفوف المسلمين من يتجاوب مع دعوة الخصوم وذلك بتبني الأفكار الهدامة والمعتقدات الضالة التي باتت تشكل خطراً داهماً على أفكار وانتماءات الناشئة المسلمة..
لهذا أناشدكم الله من جوار بيته العتيق أن تكونوا سياجاً قوياً يصد عن أمتنا الإسلامية هجمات خصومها الذين عجزوا عن أن يحققوا ما يريدون من شر بهذه الأمة على ساحة المواجهة المسلحة المكشوفة فنقلوا معركتهم إلى ساحة الفكر المنحرف من أجل بث أسباب التحلل وضرب الأمة الإسلامية في صميم تراثها وقيمها.. وتفريغ النفس المسلمة من معتقداتها الحقيقية التي تشكل صخرة صلبة جز الخصوم الحاقدون عن تفتيتها..
أيها الإخوة الكرام..
إن روح العمل الجماعي هي الصفة المميزة لنجاح الأمة الإسلامية في الحياة ومواجهة كل التحديات.. وإن المؤشرات تبدو مشجعة على القول بأن الأمة الإسلامية وضعت أقدامها على طريق تصحيح المسار والعودة إلى رحاب العقيدة في ظل تضامن أبنائها.. ولقد كان مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد في رحاب الكعبة المشرفة وما ترتب عليه من نتائج تدعو إلى التفاؤل في المستقبل بإذن الله كان فرصة طيبة وانطلاقة واعية وجادة لأمتنا الإسلامية الماجدة نحو تحقيق ما تصبو إليه من عز ومنعة لتشارك بفاعلية في بناء الحضارة الإنسانية مواصلة دورها الطليعي في إعادة صياغة الحياة الإنسانية وتخليص الإنسان من ظلم الإنسان..
أَيها الإخوة.. ضيوف بيت الله الحرام..
إن البشائر المفرحة التي لاحت في سماء التضامن الإسلامي ذلك اللقاء الخير بين دول الخليج العربي على صعيد مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر لبنة قوية في أساس لقاء جسم الأمة الإسلامية تقوم وترتكز على وحدة الترابط العضوي بين أعضاء هذا الجسم..