ولقد وجد منصفون كثيرون غايتهم وضالتهم في الإسلام حين عرفوا أنه الدين الوحيد الذي يتلاقى مع العقل والعلم ويتناسب مع الفطرة البشرية السليمة ولا يُكره الإنسان على طقوس روحية غامضة ومرهقة، فلم يكلفه مالا يطيق، ولم يكبت فيه نوازع الغريزة وإنما وجهها الوجهة الصحيحة التي تتلاقى مع الفطرة الصافية وتدفع عن المجتمع أوضار الرذيلة والفساد، كما راعى في تشريعاته التوفيق بين متطلبات النفس وضروريات الحياة، وأقام التوازن بين المادة والروح، في وضوح وعلى البصيرة.
ثم إنه حارب الفقر والمرض، وفرض في أموال الأغنياء حقاً للفقراء والمساكين.
وأعلن المساواة التامة بين الناس فلا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وضمن حقوق الإنسان كاملة وسهر على حماية روحه وعرضه وماله.
وقرر حرية الفرد كاملة وبما لا يتعارض مع حرية الآخرين، وأنصف المرأة وأعطاها حقوقها وألزمها واجباتها، وحماها من سوء تصرف الرجل. ومنع الظلم، ودعا إلى تحرير العبيد والقضاء النهائي على كل أشكال الاسترقاق، فقد حث على العتق، ورغب فيه، وجعله من أفضل الطاعات والقربات، بل لقد فرض العتق كحد وكفارة وعقوبة.
وفي كنف الإسلام نشأ علماء أفذاذ مهدوا طريق العلم لمن خلفهم، وكانت أوربا غارقة في ظلمات الجهل فأخذوا من المسلمين علمهم ونهضتهم.
لقد تأسف مستشرقون منصفون على هزيمة العرب في معركة بواتيه واعتبروا ذلك سبباً في تأخر الحضارة عن أوربا عدة قرون.
وفي مجال العلوم والمعرفة الحديثة كان الدين الإسلامي رائداً وسباقاً إلى الكثير من المعارف والحقائق العلمية. بحيث جاءت العلوم الحديثة تثبت بنظريات جديدة ما بادر القرآن الكريم إلى إثباته قبل آلاف السنين.