والواقع فإن منهجهم يقوم على افتراضات يفترضونها، وقد لا ينطبق ذلك على حقيقة الوقائع والأحداث، وبالتالي تكون نتائجهم خاطئة لأنهم يريدون الوصول إلى هذه النتائج عن طريق استنتاجاتهم وإخضاعهم الحقائق الثابتة والمعروفة والتي تضمنتها مؤلفات إسلامية عريقة إلى منهجهم العلمي، ولذلك فهم عندما يلجأون إلى تأييد رأي من الآراء يهدمون بعض الأخبار أو يحللونها ليصلوا إلى نتيجة يقصدونها ومن الأمثلة لهذا المنهج نشير إلى ما كتبه (مونتجمري وات) w.montgomery, watt عن السيرة النبوية العطرة، فقد ألف كتابين هما (محمد في مكة) و (محمد في المدينة)[٦] صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وناقش في كتابه الأول الفترة المكية وتعرض لموضوعات كثيرة يضيق المجال لعرضها هنا، ولكن من ضمن الموضوعات التي ذكرها هجرة المسلمين إلى الحبشة، وهو موضوع احتوته وحفظته وشرحته كتب السيرة النبوية المتداولة لدى المسلمين جميعا مثل سيرة ابن هشام والروض الأنف للسهيلي وابن كثير وغيرهم ممن تناول السيرة النبوية من المؤرخين والكتاب. وقد ذكر السهيلي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله عزوجل ومن عمه أَبي طالب وإنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أَرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم)[٧] .