وفي قباء يقول الشاعر من قصيدة له يشير فيها إلى رسالة المسجد في الإسلام:
جيئة الروح تبعث المقبورا
يا حياة النفوس جئت قباء
للبرايا صنيعك المشكورا
ارفع المسجد المبارك واصنع
أن يميل الهوى بها أو يجورا
معقل يعصم النفوس ويأبى
أو سياج يذود عنها الشرورا
أوصها بالصلاة فهي علاج
وقضاها أرومة وجذورا [٩]
غرس الله دوحة الدين قدما
وفي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار يقول الشاعر مشيدا بدور الإسلام فيها:
فلا محالة من حب وإيثار
هي الأواصر أدناها الدم الجاري
حييت من أسرة بوركت من دار
الأسرة اجتمعت في الدار واحدة
يدعو البنين فلبوا غير أغمار [١٠]
مشى بها من رسول الله خير أب
واستحصد الحبل من شد وإصرار [١١]
تأكد العهد مما ضم ألفتهم
يحمي الذمار ويرعى حرمة الجار
كل له من سراة المسلمين أخ
وليس يعطيه إن أعطى بمقدار
يطوف منه بحق ليس يمنعه
ويبذل المال في يسر وإعسار
يجود بالدم والآجال ذاهلة
في صورة الفرد فانظر قدرة الباري
هم الجماعة إلا أنهم برزوا ...
بين القبائل دين الجهل والعار [١٢]
هذا هو الدين، لا ما هاج من فتن
وعندما تدور رحى الحرب بين المسلمين والمشركين في بدر ويسقط أبو جهل صريعاً في أول معركة يدافع فيها المسلمون عن دينهم، ويعزهم الله بعد أن حسبهم الكافرون أذلة..
يقول الشاعر:
سقيت زعاف الموت فاشرب أبا جهل
بسيفك فيما اخترت من عاجل القتل
لنفسك من حقد مذيب ومن غل
شهدت الوغى تبغى على الضعف راحة
وفاتك ما نال الرويعي من فضل
أصابك فيها ما أصابك من أذى
هو الجد كل الجد لو كنت ذا عقل
دع الهزل يا ابن الحنظلية إنه
وزادتك هذي من ضلال ومن خبل