للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهنا نقول كذب علماء الأديان المقارنة القائلين بتطور العقيدة، من التعدد إلى الانتخاب ثم التوحيد [٤] . وإنما كانت البشرية على دين الإسلام وهو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها حتى اجتالتهم شياطين الجن والإنس، فأشركوا بالله خالقهم وعبدوا معه غيره، فأرسل الله إليهم الرسل ليعيدوهم إلى الطريق السوي قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} (فاطر الآية: ٢٤) .

وقد عالج القرآن الكريم انحراف الناس عن توحيد الله بأنواع من الأساليب الواضحة المتصلة بحياة الناس ومشاعرهم، وبين لهم أن كثيراً من أعمالهم التي يتوجهون بها لغير الله هي حق لله لا يجوز صرفها لغيره، حتى استقاموا على أمر الله واتبعوا رسوله الذي تركهم على المحجة البيضاء، ثم اختلط هذا الأمر بعد ذلك على كثير من الناس لا سيما في العصور المتأخرة فخلطوا بين ما هو حق خالص لله لا يجوز صرفه لغيره، وبين أمور من هذا الباب ظنوا أنها من الأمور التي يجيزها الشرع.

ومن هذه الأنواع المشتبهة:

ا- الدعاء.

٢- الحب القلبي.

٣- الشفعاء.

٤- النية والقصد.

٥- حق التشريع.

وسنعرض لهذه الأنواع بشيء من التوضيح بأمثلة من الكتاب والسنة.

كما سنذكر في هذا البحث نماذج من طريقة القرآن في إثبات الوحدانية، ونبين طريقة القرآن في توحيد الأسماء والصفات، والغرض من دراسة هذا النوع من أَنواع التوحيد وكيف كان القرآن يخاطب الناس به.

مع ذكر نبذة قصيرة عن طريقة المتكلمين في إثبات هذا القسم من أنواع التوحيد لا للمقارنة، وإنما لمعرفة ميزة طريقة القرآن التي تخاطب العقل والروح معاً. وطريقة المتكلمين الجافة المبنية على الجدل والخصام.

فنقول: