للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الخبر هو الذي أجمع عليه الثقات , ومنه يتبين أن لو أمكن عرض هذه الحقائق على الطلاب لأدركوا بالبداهة سلامة الكتاب من كل اضطراب , وإنما دخل الوهم على مؤلفي كتب الأدب من اعتمادهم كلام ذوي الأغراض المنحرفة من المستشرقين وأتباعهم , وكان أحرى بهم أن يرجعوا إلى مصادر علماء الإسلام الذين استوعبوا تفصيل كل ذلك كالسيوطي في (الاتقان..) والرزرقاني في (مناهل العرفان..) وشكيب أرسلان في (حاضر العالم الإسلامي ...)

مشكلة التقطع: تحتل هذه المشكلة حيزاً هاماً _ على صغره _ في الكتاب المقرر للسنة الأولى , فقد أخذ المؤلف برأي المستشرقين في هذا الموضوع دون محاكمة.. والتقطع في تعريفهم هو الانتقال من غرض إلى غرض في السورة الواحدة دون مناسبة.. وإذا ذكرنا أن مثل هذا الاستطراد بنظر المؤلف نفسه يعد عيبا في الشعر الجاهلي مثلا حيث تقوم الوحدة على البيت دون القصيدة , أدركنا سوء النتيجة التي تنبع في ذهن الطالب عن بلاغة القران , والواقع إن هذا الذي يسمونه تقطعاً إنما هو ميزة قرآنية لا علاقة لها بطريقة الجاهلين ذات الوحدات المتعددة. ذلك أن السورة الواحدة تدور دائماً حول محاور ذات وحدة موضوعية هذا فضلاً عن أن لتلك الاستطرادات _ إذا صح وجودها _ أثراً فعالاً في ايقاظ ضمير القرىء للغايات العليا من أغراض السورة , وبخاصة إذا ذكرنا فرق ما بين القرآن بكونه نظام تربية وتوجيه إلهي , وبين المؤلفات الأخرى ذات الاختصاص الجزئي ...