وأهم ما يمتاز به المذكور في دراسته وبحوثه استيعابه لأقوال الخصم وأدلته وحرصُه الشديد على النقل للأمور المنسوبة لذلك الشخص بأمانة لا زيادة ولا نقصاناً.
ثم سرد للتسلسل التاريخي لبدء الفكرة، وتطورِها في جميع مراحلها، وبعد ذلك يبدأ في المناقشة، فيبطل ما قاله أولئك بعد مناقشة أدلتهم مناقشة علمية وإبطالها بالعقل والنقل، ثم يورد أدلته على ما يريد إثباته من الكتاب والسنة، وأقوال الأئمة، المعتبرةُ أقوالُهم كالأئمة الأربعة وابن تيمية وابن القيم، وابن العربي وابن حجر وغيرهم.
ولا يورد أحكامه على الآخرين جزافاً، وهو بعيد كل البعد عن الحكم بالعواطف.
هذا بالنسبة لكتبه المخطوطة، والتي أحضرنا بعضها لأنه يرغب نشرها في المجتمع النيجيري الذي أفسده أصحاب الطرق المضلة، وهو فقير لا يستطيع طبعها.
وهي كتب تخدم الدعوة، فهو جدير بأن يشد من أزره ويشجع وينشر الصالح من كتبه.
أما كتبه المطبوعة فمنها كتابه (إبراهيم إنياس السنغالي آراؤه وأفكاره مع تحقيق كتابه السر الأكبر) . وهو رسالة ماجستير تَقَدّمَ بها في جامعة بايرو- بكانو-.
والرسالة كما هو واضح من عنوانها (دراسة لشخصية إبراهيم إنياس وتحقيق لكتابه السر الأكبر) وكلاهما مطبوع في مجلد واحد يشمل ٥٢٠ صفحة.
وطبيعة البحث العلمي- لاسيما دراسة الشخصيات والمعاصرة منها على الخصوص، والمفتون بها مئات الآلاف بل الملايين من الناس- سواء قدَمَهُ صاحبُه رسالة في جامعة فهو يعلم أنه سوف يعرض نفسه للمناقشة في جميع أقواله. أو يقدمه للقراء فكذلك سيكون مستهدفاًَ للنقاد، فهو يحتاط قدر استطاعته، ولابد أن يبقى عنده نقص لكونه بشراً.
وقد ذكرت أن ما يميز بحوث الشيخ محمد طاهر ميغري هو الاستقصاء وإيراده لكل ما يستطيع أن يتوصل إليه من أقوال قيلت في المسألة.