ولما كان بعض الصحابة والعرب يخشون قريشاً ويخافون أن يقاتلوا المسلمين قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"أتخشى يا رسول الله علينا من أبي سفيان بن حرب وأصحابه ولم نأخذ للحرب عدتها؟ "فقال الرسول:"ما أدري. ولست أحب حمل السلاح معتمراً ". وقال سعد بن عبادة:"يا رسول الله لو حملنا السلاح معنا، فإن رابنا من القوم ريب كنا معدين لهم". فقال رسول الله:"لست أحمل السلاح إنما خرجت معتمراً "[٣٥] .
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة بسر بن سفيان الكعي الخزاعي. وقال له:"أن قريشاً قد بلغها أني أريد العمرة. فخَبّر لي خبرهم ثم القني بما يكون منهم"[٣٦] . وكان صلى الله عليه وسلم يأمل أن تستجيب قريش للاتجاه السلمي فلا يعرضوا له بسوء أو بقتال رعاية لحرمة مكة، التي لا يريد فيها قتالاً بل سلاماً وأمناً. وتقدم أمامهم بسر بن سفيان حتى دخل مكة فسمع من كلامهم ورأى ما رأى منهم ثم رجع فلقي رسول الله بغدير الاشطاط من وراء عسفان فلما رآه الرسول قال:"يابسر ما وراءك" قال:"يا رسول الله تركت قومك: كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد سمعوا بمسيرك ففزعوا، وهابوا أن تدخل عليهم عنوة. وقد استنفروا الأحابيش ومن أطاعهم، معهم العُوذ المطافيل [٣٧] . وقد لبسوا لك جلود النمور ليصدوك عن المسجد الحرام، وقد خرجوا إلى بلدح وضربوا بها الأبنية وتركت عمادهم يطعمون الجزر أحابيشهم ومن ضوى إليهم في دورهم. وقدموا الخيل عليها خالد بن الوليد في مائتي فارس. وهذه خيلهم بالغميم وقد وضعوا العيون على الجبال ووضعوا الأرصاد "[٣٨] .