الأول: متعذر في هذه الظروف وهو أن يتقدم الجيش الإسلامي إلى الدولة المتاخمة لحدوده فيعسكر على مقربة منها، ثم يطالب بواحدة من ثلاث: الإسلام، أو الدخول في حماية المسلمين للدعوة إلى الله تعالى، والتعريف به وبما عنده وما لديه، ويحكموا الناس بشريعة الله العادلة الرحيمة. وإن رفضت الأوليين فالثالثة وهي القتال حتى يحكم الله بين المسلمين دعاة الله وبين الكافرين دعاة الشيطان والطاغوت٠ هذا طريق، وهو متعذر في هذه الظروف كما قدمنا٠
والثاني: وهو أن يلحق بكل سفارة لدولة إسلامية في بلاد الكفر عالِمٌ متخصّصٌ في شئون الدعوة الإسلامية يتولى أمر عرض الإسلام بلغة تلك البلاد، وبيان محاسنه، والدعوة إليه بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة بواسطة النشرة والكتاب. والمحاضرة والندوة، وما إلى ذلك من وسائل البلاغ.
هذا أولاً. وثانيا أن يعنى بشأن الجاليات الإسلامية الموجودة في تلك البلاد بحيث تصبح في كمالاتها الروحية والأخلاقية مثالاً عالياً يُرغب في احتذائه والتمثل به. الأمر الذي يجعل سكان تلك الديار يتساءلون عن مصدر تلك الكمالات الروحية. ويطلبون التعرف إليها، والأخذ بها. وهذه طريق من أنجح الطرق إلى الإسلام وأكثرها نفعاً: لأنها الدعوة إلى الإسلام بحسن القدوة٠
ولكي تصبح الجاليات الإسلامية على هذا المستوى الرفيع من الكمال الروحي والخلقي. يجب أن تنشأ هيئة إسلامية في العالم الإسلامي لهذا الغرض، تكون مهمتها جمع التبرعات المالية شهرياًَ من كل المسلمين حكومات وشعوباً ويتولى إنفاق تلك الأموال هيئة إسلامية أخرق تعرف (بالهيئة العليا للدعوة الإسلامية في العالم) وتعمل هذه الهيئة على توحيد كلمة الجاليات الإسلامية وعملها من طريق بناء مسجد جامع لكل مجموعة في البلد الواحد وتزويده بعالم يؤم الناس ويعلمهم ويرشدهم ويهذب نفوسهم ويصلح أخلاقهم مع فتح مدرسة تتسع لأولادهم، ومقبرة لدفن موتاهم٠