ومن المسجد الجامع تنبثق لجنة تعرف (بلجنة المسجد) تعنى بشئون الأفراد المسلمين دينياً ودنيوياًَ في تلك المدينة بحيث تقوم بما تقوم به جماعة المسلمين عند انعدام الحاكم المسلم، فتأمر بالمعروف بين الجالية، وتنهى عن المنكر، وتنصح، وترشد، وترعى الحرمات، وتدفع المضرات، وتفصل في الخصومات٠
وبهذا تتم الدعوة الإسلامية في خارج البلاد الإسلامية. وبذلك تبرأ ذمة المسلمين من واجب الدعوة إلى الله تعالى. ويكونون قد قدموا لأنفسهم ولغيرهم خيراً يعود عليهم نفعة في الدنيا والآخرة.
(تفسير الآية)
أ- شرح الكلمات:
قل: فعل أمر من قال يقول قولاً، إذا أمر غيره أن يقول. بمعنى ينطق بقولٍ ما من الأقوال.
هذه: أسم إشارة إلى القريب، والمشار إليه هنا: طريق الرسول صلى الله عليه وسلم في إبلاغ رسالته٠
سبيلي: السبيل: الطريق الموصل إلى غاية. وهي هنا الإسلام. والغاية الجنة دار السلام وأضيفت السبيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه سالكها وملتزم بالسير عليها.
أدعو: أطلب غيري من الناس إلى الإسلام ليدخلوا فيه حتى يعملوا ويسعدوا٠
إلى: حرف جر يفيد الغاية ويدل عليها والانتهاء إليها٠
الله: اسم الرب تبارك وتعالى: ومعناه المعبود بحق الذي يألهه أهل السماء والأرض.
على: حرف جر يدل على الاستعلاء والتمكن فيه٠
بصيرة: البصيرة للقلب كالإبصار للعين. والمراد بها هنا: العلم التام والحجة الواضحة.
أنا: ضمير المتكلم وهو هنا عائد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفصل هنا ليعطف عليه قوله ومن اتبعني٠
و: حرف عطف، عطف به الموصول (مَن) على الضمير المنفصل قبله (أنا)
من: من اسم موصول بمعنى الذي٠
اتبعني: اتبع فعل ماضي، والضمير المستتر فاعل عائد على من، والنون للوقاية.