للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانياً: أراد الرسول صلى الله عليه وسلم إنقاذ الدعوة من إجهاضها في أيامها الأولى، ذلك لأن المسلمين كانوا يتزايدون كل يوم، ولو بقوا كلهم بمكة، لشعرت قريش بخطرهم عليها، فتقوم بحرب استئصال لهم باسم الآلهة، وربما أيدهم العرب في ذلك [١٣] .

ثالثاً: يبدو أنه كان من الممكن أن يترتب على هجرتهم إثارة العاطفة الجياشة إزاء الأهل والأقرباء واستغلالها أحسن استغلال، فتراود قريش نفسها في أمر هؤلاء المهاجرين الذين تربطهم بهم رابطة الرحم، فقد تمتنع عن إيذائهم.

والحق أنه كان لذلك أثر كبير في قلوب القرشيين، فلم تبق دار أو أسرة إلا وتأثرت بهذا الحادث الأليم، إلا أن هذا التأثر كان مختلفاً من بيت إلى آخر، فمن هؤلاء من ازداد غيظاً على المسلمين فزاد في تعذيبهم ومنهم من شعر أنه من الظلم إجبار الناس على مفارقة الأهل والوطن، فرقت قلوبهم للمهاجرين، وأصبح ذلك سبباً إلى اعتناقهم الإسلام [١٤] .