للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس كل ما تقدم هو كل ما قام به النقد الجاهلي، من دور في تقويم الشعر العربي والوصول به إلى درجة عالية من الكمال الفني- بل إن هذا النقد، قد أسهم بلون آخر من ألوانه التي عملت على النهضة بالشعر العربي، هذا اللون هو المفاضلة، أو الموازنة بين الشعراء.

وكان من ثمرة هذا اللون الذي ولد في العصر الجاهلي أن سرى تيار المفاضلة بين الشعراء والموازنة بينهم، وهيمن على نتاج أدباء القرن الرابع، وزخرت المكتبة العربية - بفضله- بروائع الموازنات بين الشعراء، من أمثال: (الموازنة بين أبي تمام والبحتري) للآمدي [٦١] ، و (الوساطة بين المتنبي وخصومه) للجرجاني [٦٢] بالإضافة إلى كتب (نقد الشعر) لقدامة، و (العمدة) لابن رشيق وغيرها من الكتب التي حوت كثيراً من هذه الموازنات.


[١] أساس البلاغة.
[٢] دلائل الإعجاز: ١٩٦.
[٣] هو قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب البغدادي، كان أدبياً ومؤلفاً، ألف كتباً كثيرة، لم يصلنا منهاج سوى كتابي: (نقد الشعر) و (الخراج) توفي سنة ٣١٠ هـ.
[٤] هو أبو على الحسن بن على بن رشيق الأزدي القيرواني، ناقد وأديب وشاعر، ومن مؤلفاته: (قراضة الذهب في نقد أشعار العرب) ، و (الغرائب والشذوذ في اللغة) بالإِضافة إلى كتابه الشهير (العمدة) توفي عام ٤٥٦ هـ.
[٥] هو زهير بن أبى سلمة- ربيعة- بن رياح المزني، أحد الشعراء الثلاثة المشهورين والمقدمين في الجاهلية، وهم امرؤ القيس وزهير والنابغة. مات قبل الإسلام بزمن طويل.
[٦] هو كعب بن زهير بن أبى سلمى، شاعر مخضرم، كان من أكثر الشعراء هجوا للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء وأسلم، ومدحه بقصيدته الشهيرة (بانت سعاد) توفي سنة ٢٤ هـ.