مررنا بمكان تنتشر فيه القردة بجانبي الطريق كباراً وصغاراً ولا تفر من السيارات ولا من الناس، بل تبقى في مكانها تأكل الثمار، والناس يتفرجون عليها، فقال الابن عبد البر: أبويه- أي يا أبي- أريد آخذ قردة فقلت: ماذا تريد به؟ قال: آخذه إلى المملكة أربيه هناك. فقلت لا داعي لذلك. فقال عبد الله بن سعيد باهرمز. لا تأخذ فإنها ستتبعنا إلى سنجاراجا، قلت له كيف ونحن في السيارة وهى تسير بسرعة يصعب على القرود متابعتها وكنا في منتصف الطريق تقريباً بيننا وبين سنجاراجا ما يقرب من أربعين كيلومتراً قال: تجرى حتى تلحق بنا. فقلت: ما أظن. فقال منفعلاً منكراً: أما تصدقوني؟ قلنا: صدقناك.
لا أبالي:
كان قائد السيارة يتحدث تارة باللغة العربية قلت له: أين تعلمت اللغة العربية؟.
قال: في معهد كونتور ولكن لم أكمل الدراسة. قلت له: من أي طوائف الشيعة أنت. قال: من بوهرة ولكني لا أتبع مذهبهم بل ارتضيت مذهب أهل السنة قلت: وأهلك. قال لا يرغبون منى ذلك ولكن بعضهم أيضاً ارتضى مذهب أهل السنة وترك مذهب الشيعة وأنا لا أبالي إني لا أعتقد أنهم على حق.
ثم أخذنا في الإنحدار من الجبل إلى الأسفل وبدأت الحرارة ترتفع وكان وصولنا إلى سنجاراجا في الساعة الواحدة ونزلنا في فندق (جارودا) وهو بناء شعبي عادي، يكثر به البعوض الذي أقل راحتنا على الرغم من حاجتنا إليها.