للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد صلاة العصر جاء إلينا الأخ عبد الله باهرمز الذي أعطي فرصة لزيارة أهله لمدة ثلاث ساعات تقريباً لأن هذه المدينة مسقط رأسه وبها منزله وأسرته، وخرجنا إلى شاطئ البحر وهو قريب جداً من الفندق، وأقرب إلى منزل عبد الله فمكثنا هناك إلى غروب الشمس ثم رجعنا لتناول طعام الإفطار في منزل عبد الله وفى طريقنا إلى البحر رأينا الهندوكيين وهم يحملون قرابينهم على رؤوسهم إلى أحد أصنامهم يقدمونها له ويعبدونه من دون الله، وهذا ما دفعنا لمذاكرة أمر دعوتهم ثم زيارة زعيمهم في المدينة كما سيأتي إن شاء الله الحديث عنه.

في منزل الشيخ سعيد باهرمز:

وبعد أن صلينا المغرب جاء إلينا بعض الطلبة الأندونيسيين الذين يقومون بالدعوة إلى الله في هذه الجزيرة الوثنية بين إخوانهم الشباب من المسلمين فتحدثنا معهم وشرحوا لنا ما قاموا به ولازالوا مستمرين فيه وإقبال أبناء المسلمين على الدعوة واستجابتهم لها. وأن الجهل يسيطر عليهم ولكن عواطفهم تدفعهم للإستفادة العاجلة.

وإن من أساليب دعوتهم أنهم يجمعون الشباب في المساجد ويتحدثون معهم ويلقون فيهم محاضرات ويقرؤنهم القرآن ويعلمونهم الصلاة وبعض الأذكار باللغة العربية ويختارون من يرونه أسرع استيعاباً ويجتهدون في تعليمه أكثر من غيره ليقوم هو بتعليم أهله وزملائه وأنهم وزعوا بعض الكتب الإسلامية، وشكا الإخوة من عدم وجود ما يساعدون به أهل البلدة من شراء بعض الأخشاب وبناء مساجد صغيرة أوترميم مساجد متهدمة فقلنا لهم:عليكم أن تجتهدوا في التعليم وإثارة الحماس في نفوس الناس لدينهم وسيوفقهم الله لمساعدتكم في البناء بأنفسهم وكانت هذه تسلية للإخوة الذين يشاهدون آثار مساعدة المسيحيين لقومهم القلة في هذه البلدة.