٣- وأن الجن كلفوا باتباع رسالة من الله لهدايتهم، كما كلف بنو آدم باتباع رسالة الله يأتي بها رسل منهم. وإذن بناء على جميع هذه الإفتراضات فإنَّ الرسول الذي يحمل رسالة الله إليهم، هو منهم، وليس بغريب عن عالمهم أي ليست ملكاً ولا إنساناً، وبالتالي ليس هو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام" ص ٢٤-٢٥ من تفسير سورة الجن.
أرأيت ما يسميه (بالإفتراضات) ٩ وإلى النتيجة التي بناها عليها على (فرض) صحتها؟! يقول الله سبحانه {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً فَآمَنَّا بِهِ} فيقول الدكتور لا ليس هذا موافقاً للمنطق اليوناني وبالتالي فلابد من تأويله ولابد من اعتبار كل خبر يؤكد تكليف الجن ويثبت وجودهم لابد من اعتباره مجرد افتراض! وهل يصح من مسلم أن يعتقد مثل هذا؟!
أصل البلاء: وأصل البلاء الذي تنطلق من ناحيته النكباء هو التفسير بالرأي، هو الإعتداد بالرأي مقابلاً للنصوص بل ومعارضاً لها. يقول ابن تيمية في كتابه (مقدمة في أصول التفسير) :"أما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام حدثنا مؤمل حدثنا سفيان حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"ص ١٠٥. ويقول في صفحة ١٥٨:"ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال: قال أبو بكر الصديق: "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم ".