للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- تفسير بعض المعتزلة لقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة: ٢٢-٢٣) يقول (إلى) واحد الآلاء بمعنى النعم فيكون المعنى ناظرة نعمة ربها على التقديم والتأخير وذلك ليصرف الآية عن دلالتها على رؤية الله عز وجل في الآخرة.. (أمالي المرتضى ج ٢ ص ٢٨) (الإتجاهات ص ا ٢) . وهكذا فعل الدكتور ولسنا في حاجة إلى زيادة التنبيه إلى خطر هذا الإتجاه ويكفى ما تقدم في مناقشة شطحات التفسير الموضوعي ولكني اثبت هنا فتوى ابن تيمية في عموم رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم الإِنس والجن كما أوردها عمر سليمان الأشقر في كتابه (عالم الجن والشياطين) يقول ابن تيمية (مجموع الفتاوى ١٩/ ٩) : "وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين وسائر طوائف المسلمين أهل السنة والجماعة وغيرهم أجمعين"يدل على ذلك تحدى القرآن الجن والإِنس {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الإِسراء: ٨٨) . ثم ذكر النفر الذي استمع القرآن وآمن به ونزلت بشأنه سورة الجن وآية الأحقاف. وذكر رواية البخاري ومسلم لقصتهم. ص ٤٤-٤٥ من كتاب الأشقر. ولعل القاريء يعلم بما تحكم به الشريعة في (إنكار الجن) ودونه فتاوى العلماء من أمثال النسفي في تفسير سورة الجن، وابن تيمية في الفتاوى والشيخ أبو بكر الجزائري في (عقيدة المؤمن) وغيرهم من العلماء ولعل القاريء يعلم أيضاً أن إنكار المغيبات هو الإتجاه الذي يدعمه ويعمل على نشره أعداء الإسلام في الماضي وفى الحاضر. يقول عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي في كتابه (الفرق بين الفرق) بعد أن ذكر جملة من دعاوى الباطنية الباطلة في إبطال الشريعة (وقد قال القيرواني في رسالته إلى سليمان بن الحسن:"إني أوصيك بتشكيك الناس في القرآن والتوراة