ومن أكبر ما اهتم به هذا التطوير إنشاء (جامعة الأزهر الحديثة) وفتح الكليات العملية بها وكلية خاصة للبنات بشعبها المختلفة من علوم إسلامية وطب وأدب وفلسفة وعلوم. وجامعة الأزهر لن تختلف غايتها عن غاية الأزهر الشريف في تاريخه المديد إلا من تغيير الخطط وتعديل الوسائل بقدر ما تطلبه الحياة المتطورة، ولن ينحرف طريقها عن طرق أبيها الجليل (الجامع الأزهر) فإن التاريخ الصحيح يقول: إن الأزهر كانت تدرس فيه، في أبهائه وصحونه، إلى جانب التفسير والحديث والفقه والأدب، علوم الفلك والهيئة والميقات والطب والرياضة والحساب. وكانت تعقد فيه حلقات العلم للنساء. ويذكر التاريخ أن سيدة فضلى تقدمت فعلاً لنيل شهادة (العالمية) الأزهرية.
وأما تطوير الأزهر فخطوة جديدة تتهيأ له بها دراسة الطب والهندسة والزراعة والتجارة وغيرها من العلوم الكونية والفنون العملية، كما أنه يهيئ الفرصة للبنات من العلوم والمعرفة ما قد تهيأ للبنين. وكلية البنات الأزهرية كانت نواة للجامعة الإسلامية للبنات، لكي يقدر الأزهر بمختلف هيئاته ومعاهده وكلياته على إسداء الخير النافع العام إلى العالم الإسلامي كله، وإلى الإنسانية جمعاء.