لقد حمل مشعل النور والهداية التي دعا إليها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله - وهي الدعوة الصحيحة التي كان عليها الأوائل من الصحابة والتابعين –رضي الله عنهم أجمعين- والتي دعا إليها الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ثم حملها الشيخ لآل سعود، وجعل منهم القادة والأئمة، فأخلصوا لله سبحانه وتعالى، وبنوا المُلك له جل وعلا، وجاهدوا، وصابروا، وصبروا، فكانوا بين الجهاد المستميت، والتمسك بعقيدة التوحيد، والتفاني في سبيلها، وثبتوا أمام الطغاة، والجاهلين بأمر الدين الصحيح، والمؤلبين عليهم الدول والأمصار، فلم يهنوا، ولم يضعفوا، واستشهدوا في ساحات الجهاد هنا وهناك، بعيدا عن بلادهم وأوطانهم، وصمدوا للفتن والخلافات التي كثيرا ما أثارها الأعداء والحاقدون.
وقفوا أمام الصليبية العالمية التي يقض مضجعها دعوةُ الإسلام الصحيحة، والتي يرون فيها توحيد صفوف المسلمين، وتأليف قلوبهم، ووعيا صادقا لدينهم.
قال الدكتور/ مصطفى الحفناوي: يوضح لنا دور فرنسا، التي كانت تتزعم دائما الدور الصليبي في الشرق، والتي كانت تتولى دور إضعاف الدين الصحيح، حتى لا يتحد المسلمون، فهي ترى في اتحادهم على الطريق المستقيم قوة، لا يمكن لأي قوة دنيوية أن تقف أمامها، فبدأت في محاولة تأليب الباب العالي بتركيا على دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -.