ثم قال: ذكر بيان فضل الإسناد وأنه مما خص الله به هذه الأمة ثم ذكر جهود أهل الحديث واهتمامهم بالأسانيد وتحريهم في الأخذ عن الثقات واجتهادهم في كتابة الحديث وتتبع طرقه ونقدهم للرواة وبعدهم عن المحاباة فلا يحابي أحدهم في الحديث أباه ولا أخاه ولا ولده، ثم قال: وهذا علي بن المديني وهو إمام الحديث في عصره لا يروى عنه حديث واحد في تقوية أبيه، بل يروى عنه ضد ذلك (ص: ٢٢-٢٣) .
ثم قال: كون أصحاب الحديث أمناء الرسول صلى الله عليه وسلم لحفظهم السنن وتبيينهم لها.
ثم نقل عن أبي حاتم فضل أهل الحديث وعن عبد الله بن داود الخريبي يقول: سمعت أئمتنا ومن فوقنا أن أصحاب الحديث وحملة العلم هم أمناء الله على دينه وحفاظ سنة نبيه ما عملوا وعلموا. ثم روى بإسناده إلى- كهمس- رحمه الله قال: من لم يحقق أن أهل الحديث حفظة الدين فإنه يعد في ضعفاء المساكين الذين لا يدينون لله بدين (ص: ٢٤-٢٥) .
ثم أورد العنوان التالي: وهو كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن وساق تحت هذا العنوان قول الثوري: "الملائكة حراس السماء وأصحاب الحديث حراس الأرض". وقول يزيد بن زريع:"لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد". (ص:٢٥) .
ثم قال: كون أصحاب الحديث ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما خلفه من السنة وأنواع الحكمة.
وذكر أثراً عن ابن مسعود أن السنة هي ميراث رسول الله ثم اعتبار الفضيل بن عياض أهل الحديث ورثة الأنبياء، ثم قول الشافعي:"إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حيًّا"ساق هذا إلى الشافعي بإسناد صحيح (ص: ٢٥-٢٦) .
ثم قال:"كونهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر".
وروى بإسناده إلى إبراهيم بن موسى أنه سئل من الأمارون بالمعروف والناهون عن المنكر؟ قال: نحن منهم نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعلوا كذا (ص: ٢٦) .