إن هذا النصيب أمر موضع نظر, وليس أدل على ذلك من واقع التخلف الذي نعيشه بالنسبة للنهضة المعاصرة. ومقياس التفوق لا يقصر على الحضارة المادية فقط، لأن مدلوله يشمل مفاهيم الحياة بجميع مرافقها.
وأمامنا الآن منظمات عالمية منبثقة عن هيئة الأمم المتحدة لها أوسع النشاطات في المجالات التنظيمية والتوجيهية اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وما إلى ذلك من الشؤون الأخرى التي توليها عنايتها الخاصة.
وهذه المنظمات فيها ممثلون عن بعض الأمم المنضمة إلى هيئة الأمم المتحدة وفيها عاملون مختصون متفرغون لإدارة أمور هذه المنظمات.
وإذا تعرفنا على عناصر هؤلاء العاملين المختصين في هذه المنظمات نجد نسبة ضئيلة جداً تعمل فيها من أبناء أمتنا ونجد غالبية العاملين من العناصر الأخرى.
وقد قيل بأن نسبة العاملين من الصهاينة في هذه المنظمات كبيرة جداً، ومن هذه النسبة نستطيع أن نستنتج أثر هؤلاء في هذه المنظمات وما يمكن أن يفعلوه أو يقدموه لأمتهم من خدمات، وما يمكن أن يحصلوا عليه من عون أو تأييد لدى الكثير من الأمم (المتخلفة أو النامية) التي يكثر فيها أمثال هؤلاء الخبراء، وما لهم من أثر ونفوذ لدى الدول المتقدمة الأخرى.
فهل توصل هؤلاء الخبراء إلى إشغال هذه المناصب الحساسة دون جدارة أو تفوق؟
أن الأصل في تحقيق الهدف صحة المنطلق، ويعني هذا القول أن وصول أمثال هؤلاء إلى مثل هذه المناصب قد تم في بداية أمره نتيجة لما عندهم من كفاءات واختصاصات عالية، ومن ثم قد يكون من المحتمل وقوع مساعدة أو مساندة هؤلاء المتفوقين الأوائل لبعض عناصرهم بغية تقريبهم وجلبهم إلى هذه المنظمات مع العمل على استبعاد غيرهم.