جـ - أما كيف تربى الأجيال المسلمة الناشئة: فهذه هي المشكلة التي يتوقف على النجاح في علاجها مستقبل الإسلام في هذه البلاد وقد تجسم الإحساس بهذه المشكلة بعد أن نشأت أجيال ولدت في إنجلترَا وشعر الآباء بالحاجة الملحة في تنشئة أبنائهم حسب تعاليم دينهم، ولم يشعر الجيل الأول القادم إلى تلك البلاد بهذه المشكلة، لأنه قدم إليها بعد ما استوى عوده، ونشأ في بلاده على الأخلاق الإسلامية، والسلوك الإسلامي ومرن على القيام بواجباته الدينية، فلم يكن من السهل أن تجرفه التيارات والاتجاهَات المخالفة لما ألفه في بلاده وتربى عليه، بل إن عددا منهم كان يبنى مسجدا صغيرا في حديقة منزله مماثلا للمساجد في بلده التي عاش فيها ونشأ وكان إذا اضطر لبيع المنزل يشترط على المشترى أن يحافظ على المسجد ويبقيه مفتوحا للمسلمين في الصلوات الخمس، رأيت هذا المثل في مدينتين ساحليتين من ضواحي كارديف تسمي إحداهما نيوبورت يعني الميناء الجديد، وتسمي الثانية بارى أيلند يعني جزيرة بارى، لذلك لم يكن هناك خوف على هؤلاء الذين قدموا ولهم من الحصانة الدينية ما يحميهم من المغريات.