فلما نشأت أجيال جديدة ليست وثيقة الصلة ببلادهم الأولى، ولا يستطيعون أن يتحدثوا لغة الآباء إلا بصعوبة بالغة بدت في الأفق دلائل الخطر التي تهدد الأجيال الناشئة بالضياع، فتحرك الآباء والمهتمون بأمر الدعوة الإسلامية هناك، وأخذوا في البحث عن علاج لهذه المشكلة، قبل أن يستفحل خطرها، وتستعصي على الحل. وسارت الحلول في اتجاهات متعددة، تمثلت في افتتاح فصول في آخر الأسبوع في أماكن تجمعات المسلمين يتعلم فيها أبناؤهم الضروري من أمور دينهم وتسمي هذه الفصول مدارس آخر الأسبوع week and schools واستطعنا أن نرتفع بعدد تلاميذ هذه الفصول في لندن وحدها في فترة ما إلى ألفي تلميذ، وحاولت بعض الجمعيات الإسلامية أن تهيئ فترة يومية لأبناء المسلمين في المساجد والجمعيات الإسلامية بعد انتهَاء اليوم الدراسي، وقام آخرون بالاتصال بمديري المدارس الحكوميَة التي يوجد بها تلاميذ مسلمون، وخصصت لهم أوقات محددة حوالي عشرين دقيقة في الصباح قبل بداية اليوم الدراسي مرتين أو أكثر أسبوعيا يسمح فيها لأحد المدرسين المسلمين بالتحدث إلى التلاميذ المسلمين بالمدرسة عن الإسلام، وهو جهد قليل الجدوى على الرغم من الإخلاص البادي في القائمين عليه ومماَ لاشك فيه أن هذه المحاولات تعكس اهتمام الآباء بمصير الأبناء إلا أنها ليست كافية لمواجهة المشكلة والتغلب عليها، وذلك لأن الأوقات المخصصة للدراسة ليست مناسبة لأنها إما أن تكون بعد أن يقضى التلميذ يوما مرهقا في المدرسة يحتاج بعده إلى الراحة والاستجمام. أو أنها في يوم الراحة الأسبوعية وهو ضروري من الناحية التربوية لاستمرار نشاط التلميذ في الإقبال على دروسه بدون ملل أو سأم، أو أنها في أوقات مبكرة قبل بداية اليوم الدراسي مما يجعلها ثقيلة على الأطفال غير محببة إليهم وآثارها النفسية في هذه الحالات معروفة للجميع هذا بالنسبة للوقت أما بالنسبة للأمكنة فإن كثيرا من القائمين على هذه الفصول