وآخر قافلة رأيتها كانت تشبه أسرابا من الطائرات الحربية تحلق فوق هذه الأجواء الواسعة إلا أنها لا تلقي قنابل النابالم المحرقة، ولا تقذف الصواريخ المدمرة وإنما كانت - في ذهني- تقذف بالحق على الباطل فيدمغه. وكأنها في مظاهرات عارمة ضد الملحدين، {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .
وشاهدت جزيرة صغيرة من اليابس تحيط ببحيرة صغيرة من الماء وأمواج المحيط الهادي تتلاطم حولها، وهما على هيئة قذيفة صاروخية هكذا.
جزيرة صغيرة
بحيرة صغيرة
المحيط الهادي
ورأيت خضرة على اليابسة تشبه العشب لم أتبين ما هي لبعدها. والظاهر أن البحر يغمر هذه الجزيرة عندما يشتد هياجه، فتغدو كلها من قاعه، ويولي عنها عند جزره وهدوئه - النسبي- فتنكشف مرتفعاتها ويبقى البحر الصغير - البحيرة- في وسطها.
في مطار هونغ كونغ:
ثم أخذت الطائرة في الهبوط رويدا رويدا فرأينا الجبال القريبة من هونغ كونغ في وسط البحر ورأينا القوارب الصغيرة وهي تتحرك في البحر في كل اتجاه مثل الأسماك. وهبطت الطائرة في مطار هونغ كونغ في الساعة الواحدة إلا عشر دقائق بتوقيت جاكرتا الثانية إلا ربعا بتوقيت هونغ كونغ فكانت مدة الطيران أربع ساعات كاملة.