ودخلنا قاعة الجوازات فكان إمامنا في الصلاة هو شيخنا في اللغة وقف الشيخ عبد القوي أمام الموظفة فرطنت باللغة الإنجليزية - بلهجتهما الصينية السريعة التي يختلط على السامع مخارج حروفها- فلم يفهمها، فختمت له ومشى، فقلت له: لا تبتعد عنا لأنا لا نستطيع التفاهم معها- أصلا- فقال: دبر نفسك، وبدأت ترطن لي فناديته فجاء فتكلمت بكلام لم يفهمه فأشارت إليه أن يعود إلى مكانه وقالت لي: نو إنجلش فهززت لها رأسي فختمت جوازي وجواز الابن عبد البر ونذرت صوما، وقلت عندئذ للشيخ عبد القوي: لقد كادت الرؤوس تتساوى- أي في اللغة.
أخافتهم الغترة عند الدخول:
ذهبنا إلى قاعة الجمرك فتسلمنا عفشنا وأخذ الموظفون يفتشون كل شيء بدقة، وكان الموظف- على الرغم من التفتيش الدقيق- يسأل أعندكم سلاح. والشيخ يقول له: نو. قلت له: لا تجبه يكفيه ما يفعل.
وبعد أن فرغ من تفتيش الحقائب وكدنا نفارقه نظر إلى عبد البر فرأى رأسه مغطى بالغترة- أما الشيخان فكانا مكشوفي الرأس- فأخذ الموظف يمر بيديه على رأس عبد البر متحسسا، وكأنه ظن أن تحت هذا الغطاء مفرقعات أو غيرها من الأسلحة، فاقتر بت أنا من الموظف وأشرت له إلى رأسي - أي فتش رأسي أيضا، فابتسم وفهم أننا نستغرب تفتيش الرأس.