وعندما وصلنا إلى هذا المسجد وجدنا المسلمين مجتمعين وقد وضعوا سفر الإفطار على بسط المسجد وضعوا القصعات على تلك البسط ووضعوا أمام كل واحد من المصلين الذين لا يقلون عن ثلثمائة مصل حبات تمر وشيئا من الفاكهة- برتقال أو تفاح- وخبزا محشو بخضرة ولحم (سمبوسة) وقعب نحاس ملي بشربة أرز وعدس ولحم ورحبوا بنا وفرحوا عندما رأونا ونحن فرحنا أيضا بهذا الجمع الغفير من المسلمين يفطرون كلهم في مكان يصلون بعد الإفطار وراء إمام واحد والبيئة التي تحيط بهذا المسجد كلها بيئة كفر ترى فيها النساء العاريات والأخلاق الفاسدة والغفلة عن الله وعن اليوم الآخر فكان وجود هذا المسجد في هذا المكان بهذه الأوصاف مثل الجوهرة المرمية في مزبلة ولعل هذه الجوهرة تحول تلك المزبلة كلها إلى جواهر في يوم من الأيام وما ذلك على الله بعزيز.
فقد كانت الأرض كلها مزبلة عندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله في مكة المكرمة.