هذا مثل يمني حفظته وأنا صغير، ومعناه- في الأصل- خرافي فهناك مرض يسمى بمرض الزار، إذا مرض شخص أي مرض أقعده في منزله جاء بعض المرتزقين وأوهموه بأن شيطان الزار قد أصابه بهذا المرض ولابد من ذبح بعض الخرفان ودعوة الناس للأكل منها لا سيما هيئة شيطان الزار الذين هم رئيس الهيئة- رجل أو امرأة- وضاربوا الدفوف وصاحب المزمار والمصفقون ويحضر المريض- أو تحضر الهيئة عنده إن كان لا يستطيع هو الحضور- فيأخذ ضاربوا الدفوف في ضرب دفوفهم، ويأخذ صاحب المزمار في زمره، ويصفق المصفقون، ويبدأ المريض يهز رأسه شيئا فشيئا، وبعد أن يسخن جسمه تشتد حركته فيرقص ويغيب عقله ويقال إنه عندئذ يحضر شيطان الزار ثم يتقدم شيطان الإنس رئيس هيئة الزار ويغمز بعض أجزاء جسمه ويتحدث مع المريض والمريض يأتي بألفاظ غريبة وكأنه يتحدث على لسان شيطان الزار، ويخبر عن الأسباب التي جعلته يدخل الضرر على المريض ويشترط شروطا لابتعاده عنه يضمن له رئيس هيئة الزار تحقيقها ثم يصحو المريض، وقد يشفيه الله ابتلاء وقد ينتقل إلى الدار الآخرة مشركا بالله معتقدا أن الجن تنفع وتضر، وتمرض وتشفي. هذه نبذه مختصرة لوصف مرض الزار وليس هذا هو المقصود، والظاهر أن القارئ قد ضاق صدره لإدخال هذا المرض ووضعه في هذا المكان من هذه الرحلة وتعب في ربط هذا الكلام بالعنوان، فليصبر على ذلك وإليك بيان المراد.