وبينما نجد الجماعات الدنيوية تتنافس على الوصول إلى هذه الأهداف التي تفرض عليها الإحجام والتردد وتفرق الكلمة فإننا نجد أن الجماعة الإسلامية تتنافس في الوصول إلى هدف يفرض عليها الاقدام والتضحية واجتماع الكلمة.
ومن هنا نعلم أن أعداء المؤمنين مهما كثروا وقويت عدتهم فهم ضعفاء لدناءة مقاصدهم وتفرق كلمتهم. وإن أظهروا الاجتماع على حرب المسلمين:{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} . (الحشر: ١٤) . والمسلمون مهما قلوا وضعف استعدادهم فهم أقوياء باتحاد هدفهم وسمو مقصدهم واجتماع كلمتهم ما داموا مؤمنين حقا بالإسلام.
وفي هذه الآية الكريمة أقوى رادع للمؤمنين عن التفرق واختلاف الكلمة لأنهم حينما يتفرقون لا يظفرون بحب الله جل وعلا والمحروم من الخير من حرم من محبة الله سبحانه وتعالى.
ولقد أثبت الله جل وعلا محبته للمؤمنين الذين يقاتلون أعداءهم صفا متماسكا:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} . (الصف: ٤) .
وحينما يتفرقون تكثر الفجوات التى ينفد منها الأعداء إلى جسم الأمة الإسلامية فيسهل عليهم القضاء عليها خصوصاً إذا بلغ المسلمون من ضعف الإيمان إلى الحد الذي يخذل فيه بعضهم بعضا ويتيحون الفرصة للأعداء كي يقضوا عليهم.
عوامل تفريق الجماعة
وبعد أن عرفنا عوامل تقوية الجماعة الإسلامية فإن هناك أسباباً تضعف الجماعة أو تفرق شملها فمن هذه الأسباب: