من القرآن فاستدل بقوله سبحانه:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} . وقوله:{كتاب أحكمت آياته} .
والثاني:
دليل الاعتبار الوجودي الواقع من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الآن [٢٣] .
وكما يعتبر معصوما فإنه يعتبر صادقا مصيبا يقول جل ذكره:{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} . (سورة النساء: ٨٧) . {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} . (النساء: ٢٢ ١) . {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} . (الإسراء: ٩) . ويقول جل ذكره متحدثا عن القرآن:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} . (النساء: ٨٢) . وفي الحديث:"إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد".
والتشريع الذي يتميز بالعصمة والصدق والإتقان وعدم التفاوت والاختلاف، لاشك أنه التشريع الواجب الاتباع.
التاسعة: السلطة التشريعية في التشريع الإسلامي:
جعلها الله في أهل الذكر من العلماء، وهم المجتهدون الذين يكلفهم الشارع استنباط الأحكام للوقائع من النصوص أو الأمارات، على وفق نظم الإسلام وقواعده من غير جور ولا تحيف، بخلاف السلطة التشريعية في القوانين، فإنها تتولاها هيئة معينة يحددها دستور الدولة، وقد يكون الخطأ أقرب إليها من الصواب [٢٤] .
هذه بعض المزايا التي وقفت عليها أو وفقت إليها، وقد يكون فيها شيء من التداخل أو الازدواج وقد يكون بعضها مستلزما للبعض الآخر، ولكن زيادة في الإيضاح وحرصا على التبليغ أفردتها في فقرات ليسهل استيعابها والرجوع إليها.
وبهذه المناسبة فقد لاحظت أن بعض الكتاب في حديثهم عن مزايا التشريع الإسلامي، يتكلمون عن مزايا التشريع الجنائي، فبعض الباحثين يرى أن التشريع الجنائي الإسلامي له خصائص معينة تميزه عن أقسام التشريع الأخرى فمن ذلك فيما يرى هؤلاء: