والله سبحانه يحب من عباده صادق الإيمان به وكامل الإخلاص له، وعظيم التوكل عليه، وجميل الثقة بوعده ثم هو يحب المتقين، ويحب المحسنين، ويحب الصابرين فهو يحب من الأعمال والناس ما أحبه الله، فيبادله الله تعالى حباً بحب، ووداً بود، قال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} ] مريم: ٩٦ [. والذين عرفوا ربهم وأحبوه، أحبوا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم الذي عرفهم به، ودلهم عليه، بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب الإنسان من نفسه التي بين جنبيه يقول عليه الصلاة والسلام:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده، والناس أجمعين"[٨] .
ومحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي: غاية الغايات، ونهاية النهايات ومطلب الأخيار الأبرار، إذ هي لذة القلب نعيمه وراحته ورحمته، وجماله وأنسه وما من خلق قبل المحبة إلا هو طريقها ودليلها والموصل إليها كالتوبة والصبر، إن محبة الله ورسوله إذا حلت في القلب أثرت المحبوب على كل ما عداه، وقدمته على جميع مَنْ سواه، وكل محبة بعد ذلك فهي تابعة كمحبة المؤمن لأخيه المؤمن، وإيثاره على نفسه، وتنفيس كربته وستر عورته.