وبجوار التعبد بقراءة القرآن في شهر القرآن، تذكر لشريعة الله وما يريده رب العباد من العباد، من صلاة وزكاة وصيام وحج وبر وتراحم، وتحاب وتآلف وصدق حديث، وأداء أمانة ورعاية للعهود، وما يترتب على ذلك، من عظيم الأجر والثواب في العاجلة والآجلة لمن أخلص ذلك لله وحده، وابتغى به وجهه وقام به إيمانا واحتسابا.
يقول الشيخ أحمد الدهلوي:"والصوم إذا التزمته أمة من الأمم، سلسلت شياطينها، وفتحت أبواب جناتها وغلقت أبواب النيران عنها"[٣٠] .
ويقول في نفس المرجع"وأيضا فان اجتماع طوائف عظيمة من المسلمين على شيء واحد في زمان واحد، يرى بعضهم بعضا معونة لهم على الفعل ميسر عليهم، ومشجع إياهم، وأيضا فان اجتماعهم هذا لنزول البركات الملكية على خاصتهم وعامتهم، وأدنى أن تنعكس أنوار كلهم على من دونهم، وتحيط دعوتهم مَنْ وراءهم"[٣١] .
وأيضا فان في الصيام آثارا عظيمة في إعداد المسلمين للعبادات وتأهيلهم لجني ثمارها، والانتفاع بخيراتها وبركاتها. وبالصيام تصبح النفوس مستعدة للخير، راغبة في البر، كارهة للشر، نافرة من الفجور.
وإذا كانت تلاوة القرآن في رمضان عبادة لها ثمارها فإن هذه الثمار تكون أزكى وأنمي، وأبقى، إذا كان القلب مستعدا، والنفس متهيئة. يقول عليه الصلاة والسلام:"الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام رب منعته الطعام بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان"[٣٢] .